بين ضغطين: الماضي والمستقبل
هناك سر يربط بين هاتين البوابتين
في الوقت ذاته، تنتمي كل واحدة منهما إلى دارة مختلفة. فبوابة الشك تنتمي إلى دارة الفهم والمنطق. أما بوابة الحيرة فتنتمي إلى الدارة التجريدية، التي تهتم بالإطار العام للتجربة التي اكتسبها الشخص.
مثل بوابات دارتها، تهتم بوابة (63-الشك) بالمستقبل والتخطيط له، ووضع رؤية وخطة للمضي نحوه. أما بوابة (64-الحيرة) فهي تنظر إلى الماضي، وتستخلص الدروس والعبر، وتتعلم مما فات.
وهنا يكمن السر: يتحول الماضي إلى وصفة ونمط نستخدمهما للفكير في المستقبل، ثم يبدأ الشك عندما تظهر ثغرة في النمط، فنبدأ بمحاولة صياغة نمط جديد يقودنا نحو المستقبل. هذا هو سر هاتان البواباتان. فهما في الحقيقة متصلتان معا، تماما كفصي الدماغ الأيمن والأيسر. كل بداية هي نهاية، والنهاية هي بداية.
كما ترى، فإن 63 و64 … ليستا جزءًا من الجسم. وإذا نظرت إلى حياة أي شخص يحمل البوابتين 63 و64، فستجد أن هناك جوانب منهما لا يمكن أن تتناسب مع جسمه. فهما تجلسان هناك في مكان ما تعومان في أعلى رأسه ولا توجد طريق للدخول إلى الجسم … فهذه الجوانب لا تنتمي إلى الجسم. وعندما تصل إلى الحقائق وتعرف ما هو قادم، تنتظر فقط، ويأتي، ولا تبلغ أبدًا هاتان البوابتان63/64
را أورو هو
ومما يقصده را، أن بوابات مركز الرأس تنتظران وتنظران، تراقبان، ولكن لا تقرران، وليستا سلطة داخلية للشخص. فهما جزء من السلطة الخارجية للشخص، ووعي الشاهد المستمتع بالنظر إلى ما يحدث في الحياة. والتفكير هو أمر يحصل تلقائيا.
ولكن كيف يتحول الماضي إلى مستقبل، وبالعكس؟
تأمل في المثال التالي: نجد اليوم الكثيرين ممن لم يعودوا يرون طريقا نحو المستقبل إلا عن طريق العودة إلى ماضٍ ما وأمجاده المزعومة. هؤلاء يرفضون أي نمط جديد (مثلا المساواة بين الأعراق والأديان، والتعاطف مع الآخرين، وتساوي الوصول إلى الفرص)، بل ويحاربونه، ويتغنون بجمال الحياة في ماضٍ ما - انظر إلى الولايات المتحدة وفاشية البليونيرات اليمينيين، الذين يصرون على استعادة عظمة أمريكا البيضاء العنصرية.
الخلاصة، قد يسبب هذا العبور ضغطا في مركز الرأس، وعندما تشعر بضغط التفكير، وتبدأ بتقطيب حاجبيك، ويبدأ فكرك بمحاولة الفهم أو الاستيعاب، تذكر أن عملية التفكير تحدث تلقائيا، تماما ككل عمليات الدماغ. وعندما لا نعيق عملها، نَصِلُ إلى الوعي الحقيقي. فهاتان البوابتنا جزء من مسار الوعي- أو عدم الوعي، عندما لا يطبق الشخص ميكانيكا استراتيجيته وسلطته الداخلية.
إذن خذ نفسا عميقا، واسمح للتفكير أن يقوم بما يحب القيام به. وعندما يصبح تيار الفكر جارفا، تحرك، واعمل شيئا بيديك، وجرب تنفيذ ما تريد القيام به. فالتفكير وحده لا يجلب إلا المزيد من التفكير.
لا تعلَق هناك! واستمر بالمراقبة والاستكشاف.