البراعم الرقيقة في مركز الجذر

 

التحضير للعام الجديد، ولقاء الخميس

قد نعتقد أن بعض التواريخ ذات أهمية، وهي تخلق توقعات لبدايات وهمية، وهذا حال العام الجديد الذي بدأ في 1/1/2023، ولكن الحقيقة أن هذا التاريخ تم اختياره تكريما للإله الروماني (جانوس) رمز البدايات، والذي كان ذا رأسين ينظر من خلالهما للماضي والمستقبل

وهو - أي جانوس - هو أحد الأنماط الأولية (Archetypes) التي تسيطر على فكرنا وبرمجتنا.

ولكن (هيومان ديزاين) يخبرنا أن البداية الحقيقة تكون في 22 كانون الأول، وهو وقت دخول الشمس بوابة 41 - النقص في مركز الجذر.

ترتبط بوابة 41 بالبدايات الحقيقية، وهي تضخ الطاقة اللازمة لبدء تجربة جديدة تستمر عاما كاملا.

ولكن أية تجربة؟

كل واحد منا شخص متمايز لديه تصميم يتضمن استراتيجية وسلطة داخلية تدله على ما هو صحيح له. وكل عام يضيف التفاصيل اللازمة ليعيش الشخص رسالة حياته.

فهمنا للطبيعة الميكانيكية لمراحل بدء العام الجديد تساعدنا في تقييم العام الماضي، وتعلم الدروس، والاستفادة منها في رحلتنا القادمة خلال هذا العام.

نحن جزء من الطبيعة، هناك وقت للراحة والتحضير، ووقت للتنفيذ والنمو.

والآن ليس وقت التنفيذ. نحن الآن في مرحلة النظر في تجربة العام الماضي.

تمر الشمس حاليا عبر بوابة 38 - المقاتل/ المناضل الموجودة في مركز الجذر، وهنا أدعوكم  للاستفادة من طاقتها في التفكّر في أهداف العام الماضي، لتكتشف ما إذا وجدت غايتك - وليس الغاية النهائية للحياة، وإنما غاية العام الماضي، أو أهداف العام الماضي.

وأيضا، انظروا إلى أولئك الأشخاص وتلك القوى التي عارضتكم في تحقيق أهدافك السابقة.

وانظروا في ماهية البرمجة/ المعتقدات التي تحملها (أو يحملها غيرك) والتي حالت دون تحقيق غايتكم جزئيا أو كليا. دوّن كل شيء.

ربما يكون وعيكم متطورا، وقدرتكم على تحقيق ما تريد قوية. ولكن معرفتكم بهذه الآلية سيفعل المزيد من طاقاتك، ويريحك من حمل ثقل تلك التجارب معك إلى العام الجديد.

في الأسبوع الأول من العام، خذوا وقتا للتوقف، والملاحظة، ربما تجدوا أنكم وصلتم إلى مكان جديد، استقبلوا طاقته - واسمحوا لبراعم جديدة ورقيقة بالنمو لديكم. فكل عام يجلب معه تجربة حياة تتجاوز ما سبق، وعليكم أن تكون جاهزين بوعي جديد لتستقبلوها.

ولاستقبال هذا العام، تحتاجون إلى الاتساق في قراراتكم، فلكل تصميمه الخاص المختلف من شخص لآخر. وأحيانا تأخذكم قراراتك إلى الحاجة إلى السكون والغوص في عمق ذاتكم مرات ومرات. فالتقدم لا يعني حركة مستمرة.

والمطلوب هو تحضير المساحة الكافية في قلوبكم، والاستعداد لتقديم مساهمتكم الخاصة في هذه التجربة الإنسانية الفريدة، بتواضع وحب وقبول.

وأنا هنا لمساعدتكم في تعميق معرفتكم بذاتكم، وتحقيق غايتكم، ليس خلال العام فحسب، وإنما رسالة حياتكم الكامنة في تفاصيل تصميمك.

 
Previous
Previous

ما هي الحقيقة الداخلية؟