فن الوعي: تحويل الطيار الآلي المُقلّد إلى كيان أصيل
على العكس من جميع الكائنات، نحن كائنات مفكرة.
الإنسان كائن مفكر. والتفكير يقود إلى الوعي الفكري.
الفكر خادم جيد ولكنه سيد سيء!
واستخدامه في اتخاذ القرارات لحياتنا يخضع لتوجيهات الذات المزيفة - أو يصبح تفكير الآخرين سلطة داخلية. في نظام هيومان ديزاين، نتعلم الدور الحقيقي للفكر: سلطة خارجية نساعد من خلالها الآخرين عبر التوجيه المُقترح- وليس الفرض.
الكثير مما نقوم به خلال يومنا يتم من خلال الطيار الآلي - تذكر أن التفكير هو منتج ثانوي للدماغ وعملياته، والدماغ دوما يبحث عن فرص لتقليل الجهد الذي يبذله - فيشرع في اختراع "اختصارات" كي يوفر الطاقة.
وهنا نجد الطيار الآلي المدمن على توجيهات الذات المزيفة. مثلا، بمجرد أن يصلك تنبيه على هاتفك المحمول تبدأ بالتصفح العشوائي لإحدى منصات الإعلام الاجتماعي أو البريد الإلكتروني.
ولا يقتصر الأمر على استخدام الشاشات لفترة طويلة. فالكثيرون يعيشون الحياة وفقا للطيار الآلي، وبرمجتهم، وتحكّم الآخرين، بما في ذلك البرامج العاملة في العقل غير الواعي سواء العائلية أو الثقافية أو الروحية. يقف الطيار الآلي بينك وبين تحقيق غايتك الأساسية في الحياة: تحقيق الوعي لنفسك.
للتخلص من سيطرة الطيار الآلي من خلال خريطة الطاقة الخاصة بكم، إليكم المفاتيح التالية.
1- حدد/ حددي استراتيجيتك
من خلال تحديد استراتيجية هالتك ستعرف متى تنزع إلى التصرف عكس استراتيجيتك الصحيحة. مثلا، قيام الجنريتر بتجاهل استراتيجيته وهي انتظار طلب الآخرين منه أو سؤالهم له، وفيقوم بالمبادرة، ثم يشتكي من مقاومة الآخرين له أو إحباط مبادرته.
2- جرب/ جربي استخدام سلطتك الداخلية
من خلال السلطة الداخلية تستطيع تمييز التفكير التلقائي الذي يدفع قراراتك، والعبارات التي تستخدمها دون وعي في تبرير خياراتك. باستخدام السلطة الداخلية، تتخلص من سلطة الطيار الآلي وتبدأ بملاحظة أنماط التفكير التي تسيطر على قراراتك.
3- تعرف/ تعرفي إلى وظائف المراكز غير المعرفة
يصدر عن كل مركز غير معرف ما يشبه "تعليمات" يتلقاها الطيار الآلي ليدير يومك. مثلا، التصفح الدائم للإنترنت بحثا عن الإلهام (مركز الرأس غير المعرف)، أو تكرار المحاولة لإثبات قيمتك (مركز القلب غير المعرف).
4- تعرف/ تعرفي إلى وظائف المراكز المعرفة
كثيرا ما أقابل أشخاص يمتلىء تصميمهم بالإمكانيات والقوة، ولكنهم تبرمجوا على قمع تلك القوى المتدفقة فيهم. مثلا، الشخص الذي لديه مركز حدس قوي جدا يمكّنه من التصرف بعفوية يُطلب منه أن ينتظر ويتمهّل. وهنا يكون الطيار الآلي تعليمات بتجاهل الحدس والتصرف الفوري، والانتظار غير الصحيح الذي يؤدي إلى فقدان الفرص، وحتى التعرض للخطر!
5- جرّب/ جربي الاستماع لما يُقال خلال هذا الأسبوع، وعوضا عن الرد التلقائي الآلي، لاحظ/ لاحظي أية استجابات في داخلك، وبخاصة التي تترافق مع مشاعر (سواء سلبية أو إيجابية)
خلال هذا الأسبوع تمر الشمس ببوابة المنصت أو المستمع (بوابة 13- بوابة الرفقة الإنسانية) في مركز الجذب. وهي إحدى بوابات الوُجهة الجمعية. وسر الاستفادة من طاقة هذه البوابة هي تذكّر الماضي - القريب أو البعيد - لمعرفة "أين كنت" ووجهتك في المستقبل (بوابة 7) - لترى إن كان من الممكن الاستمرار في نفس الوُجهة بما يحقق لك العافية والبقاء. إذن، طاقة هذا الأسبوع تساعدك في الإصغاء لذاتك، وللآخرين، استخدمها في تحديد ردودك الآلية، واستبدالها بأخرى أكثر حضورا وصدقا مع نفسك ووُجهتك.
وتذكروا، عبور الكواكب والتعريف العابر في المراكز ليس مبررا لاتخاذ قرارات بمعزل عن سلطتكم الداخلية، وإنما فرصة لتعزيز وعيكم بذاتكم.