كيف تنجو في موسم الحرب والحب

 
 

الإثنين، 5 آب-أغسطس/ 2024

لقد بدأ موسم الحرب والحب، وكان الله في عوننا جميعا!

سأبدأ من النهاية: استخدم استراتيجيتك وسلطتك الداخلية في اتخاذ قراراتك الخاصة، وعمّق صلتك بدورك القيادي خلال موسم تحول الوجهة، والقفز إلى المجهول، ومواجهة الخوف، والحيرة. (وإن كنت لا تزال لا تعرف ماذا نعني باستراتيجية وسلطة داخلية، احجز جلستك معي الآن)

لمن يرغب في قراءة أطول لنبدأ:

غادرت الشمس مسار الوُجهات الأربعة، وبدأت العبور في بوابة الجيش (بوابة 7) في برج الأسد، تقابلها الأرض في بوابة المستمع (بوابة 13) في برج الدلو. معا يشكلان جزءا من مسار سماه (را أورو هو) "سفنكس"، أو أبو الهول كما هو متداول، كنت أسمي هذا المسار "حورس" ولكني أحببت أيضا تسمية "حارس الآفاق.
ومع بدء عبور الشمس في هذه البوابة، يبدأ أيضا ربع (أو موسم) "الثنائية"، وسمتها "الصاع بالصاع"!

إليكم التفاصيل:

عبور محور الشمس/الأرض هذا الأسبوع

لنبدأ بمحور الشمس/الأرض:

يقول المثل الشعبي "من فات قديمه تاه"، في إدراك حقيقي دور الماضي في تحديد وجهة المستقبل.

تمر الشمس عبر بوابة 7 (الجيش) في برج الأسد. هذه البوابة هي إحدى بوابات الدارة الجمعية المنطقية ووُجهتها المُستقبل. ومقابلها، تمر الأرض عبر بوابة 13 (المستمع) في برج الدلو. وهي بوابة تنتمي إلى الدارة الجمعية التجريدية ووُجهتها الماضي.

تقول بوابة (7) الجيش: إليكم تصوري لوجهتنا، هذا ما سنفعله، أنا القائد وأنا أحدد أين نذهب، وطالما اخترتموني فنحن سنذهب إلى حيث أقول لكم!

وفي الناحية الأخرى، نجد الأرض، أو ما يحفظ توازننا عند التعبير عن هذه القيادة، في بوابة أخوة الإنسانية، المستمع (بوابة 13)، التي تقول: إليكم ما حصل في الماضي، وتلك الأحداث والقصص التي حدثت فيما سلف، والتي تعلمنا أن القيادة في المجتمع، وتنظيم المجتمع يعتمدان على أخوية الإنسان وأن التعاون الإنساني ممكن عند تنظيم الأفكار والقيم العالمية في إطار عمل شامل. إذن نتعامل الآن مع طاقتي الماضي والمستقبل، والتجاذب والتنافر بينهما. فنحن نحاول بناء تصور لما سيأتي طبقا لما مر سابقا.

مثلا، ننتظر هذا الأسبوع الرد الإيراني على قيام إسرائيل باغتيال قائد الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران، حيث تم الاغتيال في غرفة الفندق بعد عودته من مراسم الاحتفال بتنصيب الرئيس الإيراني المنتخب. ولا تزال جهود الوسطاء تبذل في سبيل تقليص رقعة الحرب الموشكة، وتحويلها إلى أهداف معروفة مسبقا (كما حدث في إبريل الماضي) بحيث يتم إيقاع خسائر مادية، وليس بشرية بالضرورة، وبالتأكيد تستمر المحاولات في احتواء التوتر كي لا تتحول المنطقة إلى ساحة حروب!

ولكن لا أحد يعرف بعد ماذا سيحصل تاليا، باستثناء من يرسم خطة محكمة تعتبر من الماضي، وتحضر لمستقبل تبنيه باستمرار - في الحرب وغيرها. أما الباقون، فنجدهم يضعون 50 سيناريو بناء على معطيات محدودة، وإن تحقق أحد تلك السيناريوهات، يصبح ذلك الشخص "خبيرا" - سواء في السياسة أو الاقتصاد أو توقعات الأبراج- ويتناسى أن هناك 49 سيناريو لم يتحقق.

(حورس)مسار حارس الآفاق

حورس يجسد البر والحق؛ ولا يشوبه غش وباطل. ومن ينظر إلى عيني حورس الزرقاوين فسوف يرى المستقبل منعكسًا هناك، والآلهة والبشر سواء في سعيهم إلى حورس لمعرفة ما سيحدث
— https://www.mesopotamiangods.com/horus-quotes-from-texts/

يقال في العامية الدارجة "العين تحرسك" وهذه العين الحارسة هي عين "حورس" عند قدامى المصريين.

تم تصوير حارس الآفاق كصقر ذي نظر ثاقب، وهو يرى ما سيأتي، وهو أيضا إله الخير، وإذا نظر إليك يكون قد ابتسم لك الحظ. هذه العين الساهرة، تراقب دائما، ومن هذه الصورة انبثق تنبيه الصغار - أو المواطنين - "أن هناك إلها يراقبهم إن ارتكبوا الأخطاء" - ونرى تجلي هذه الطاقة في التطبيقات التي تراقبنا دوما وترصد توجهاتنا واختياراتنا، ليتم بيعنا منتجا أو فكرة أو وُجهة.

وهو لا يجلب الخير وراقب فحسب، بل ويعاقب المسيء أيضا. ومع الوقت أصبح رمزا لكل حاكم أرضي، ليس في مصر القديمة فقط، فحورس يقابله "أبولو" عند الرومان، و"هيرميس" عند الإغريق، و"مردوخ" - أو المولى الأعظم - في بلاد الرافدين. فحارس الآفاق هو "آركيتايب" أو نموذج أساسي لثنائية (الحساب والعقاب) لإنسان الشاكرات السبع القديم.

مع هذا العبور، نرى في بقعة الضوء مواجهَة البشرية لخيارات متعددة، كالسلم والحرب، الرضوخ والمقاومة، الاحتلال والتحرير، الخروج في مظاهرات مع أو ضد، وسنجد الجميع يتحدث عن الحق والباطل، ويسعى إلى تلقين البشرية وُجهتها، وإيقاع الجزاء الذي يراه عادلا بمن تجاوز حدود الحق بالانتقام لمظلومية ما.

هذا "الآركيتايب" أو النموذج الأساسي لثنائية (الحساب والعقاب) نجده في مسار (حارس الآفاق) أو (حورس) في نظام هيومان ديزاين، وكغيره من المسارات، يتألف هذا المسار من أربع بوابات (7،13، 1، 2) وكلها في مركز الجذب، وهو مركز الهوية، وهذه جميعا بوابات الوُجهة الخاصة بالبشرية.

لا تعمل هذه البوابات في الفراغ. فهي تعمل على مسرح الحياة، ولفهم ما نراه في العالم الآن، يكون علينا النظر إلى الخلفية التي تدور أمامها الأحداث، وهذا ما توفره لنا العقدتين القمريتين التي تغير موقعهما إلى بوابتي التصحيح والاتباع (18/17).
ليس من المستغرب أن نسمع بسقوط أفراد من مكانة القيادة، هؤلاء الذين كان يُنظر إليهم كـ"قادة" في مجالهم، فنحن في موسم تصحيح شامل، بما في ذلك تلك القيادات التي ثبت أنها "صوت قيادي" لا أكثر. بمعنى أن لديهم القدرة على التأثير عبر تصوراتهم عن الحياة والمستقبل، ولكنهم لا يستطيعون إخفاء عنصريتهم أو كراهيتهم أو انتهازيتهم وركوبهم للهبات.

كما نسمع تعبيرات "إلى أين نذهب"، فالطاقات تجعلنا بحاجة إلى انتظار تعليمات من جهة ما تخبرنا عن وُجهة ما! فبرمجة محيط النيوترينو الآن تغذي هذا البرنامج.

تذكروا، لكل شخص سلطة داخلية يستطيع الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات التي تخص حياته. وعند اتخاذ القرارات بناء على تلك السلطة الداخلية، تتحركون في هذه الحياة دون مقاومة خارجية تذكر.

ربع الثنائية: الصاع بالصاع

انتهي موسم ربع الحضارة مع انتقال الشمس إلى بوابة 7، لقد بدأ ربع الثنائية، حيث تتحقق الغاية من خلال العلاقات. يستمر هذا الربع (سمه الفصل إن شئت) طيلة ثلاثة أشهر من اليوم.(5 أغسطس، 2024).

الصاع بالصاع هو تعبير يدل على المكافأة/ المعاقبة بالمثل. ولا يكون ذلك إلا في العلاقات، أي الارتباط، ويتطلب مواجهة.

المواجهة بين جيشين.

المواجهة بين الجنسين.

المواجهة بين وُجهتين.

المواجهة بين القائد والتابع.

المواجهة بين المؤثر والمتابع.

المواجهة بين "هذا" و"ذاك".

نجد هنا المواجهة بين الاستمرارية في وجهة معينة أو تغيير الوجهة. مثلا، انظر إلى البرامج الانتخابية للمتنافسين على الرئاسة في الولايات المتحدة، تريد (جل ستاين) أن تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها في إحداث أزمات المهاجرين في الدول المجاورة، وتغيير سياستها تجاه تلك الدول لتطبيق حل يعالج المشكلة من جذورها، في حين تقف (هاريس) مع سياسات حزبها التي تسببت في تلك الأزمة في الولايات المتحدة، في حين يريد (ترمب) إيقاف الهجرة وترحيل المهاجرين بالكلية. سنظل في حالة ترقب إلى حين الانتخابات التي ستتم في نوفمبر (فصل التبدل، ولكن هذا الموضوع لمدونة قادمة).

إليكم هذا السؤال: هل هناك انتخابات في بلدك/منطقتك؟ ما هي معتقداتك حولها؟ هل تشارك فيها؟ هل تعتقد أنها ضياع الوقت والجهد؟ هل تعتقد أن شيئا لا يتغير بالانتخاب؟ هل تعتقد أن كل تلك الأمور كذب؟ هل فكرت بمعتقداتك حول السلطة؟ هناك الكثيرون ينتابهم الخوف عند الحديث عن مواضيع من هذا النوع، هل هناك إحساس بالخوف؟

موسم العافية والخوف

كما تكونوا يولّ عليكم!

خلال هذا الموسم سنرى أن البشرية تندفع للتعامل مع مسألة الأمن والأمان، بداية من وجود قيادة حكيمة تنظم وجهة المستقبل للجميع، إلى وجود ارتباط يؤمن الاستقرار اللازم لبناء عائلة مستقرة- وبناء المجتمع الذي يدعم استقرار الفرد والعائلة. وتقترن فكرة "القيادة الحكيمة" بالعافية بشكل طبيعي في هذا الموسم.

"سأشعر بالعافية والأمان عندما أجد بمن يقودني ويدلني على الوُجهة التي سأشعر فيها بالعافية والثقة في خطواتي التالية."

أليس كذلك؟

ولكننا نجد في ربع الثنائية جميع بوابات مركز المناعة، وهو مركز إدراك ووعي حدسي وجسدي. ولأنه مركز وعي، فهو أيضا مركز للخوف على البقاء.

يقول لنا هذا الربع، على كل منا التعامل مع مختلف المخاوف التي تنتابنا إن أردنا أن نحافظ على عافيتنا. ولا يملك أي كان القدرة على بث إحساس العافية فيك إن لم تكن قادرا على مواجهة مخاوفك! وعندما تواجهها - أي المخاوف - لا يستطيع أي كان أن يتلاعب بوجهتك أو يضللك. لا يكون للأشخاص الذين لم يواجهوا مخاوفهم أن يلقوا باللائمة على الآخرين. فنحن هنا لنعزز وعينا بالتخلص من الخوف على البقاء، وتحديدا، التخلص من الروايات التي يقصها علينا فكر الذات المزيفة، ويدفعنا لأخذ قرارات فكرية أملا في التخلص من خوف ما.

بكلمات أخرى، أنت مسؤول عن قيادة ذاتك نحو إحساس بالعافية، من خلال الوعي بقصص الخوف التي تعشش في تفكيرك.

(لتعرف المزيد عن مركز المناعة، وكيف تتعامل مع الخوف فيه إليكم بوست نشرته سابقا في إنستاغرام)

أين الحب في كل هذا؟؟

طولي بالك، تذكري، فاز باللذة الجسور! تعرفت على الخوف عندك؟

هذا أيضا موسم الارتباط والخصوبة والتجارب الناجحة والفاشلة، والحيرة حول ما حدث، والاعتقاد أن كل شيء عبثي، وإعادة النظر في الحدود مع الآخرين، ومواجهة المخاوف أو الانهيار أمامها، والبحث عن الغاية بناءً على تجارب الماضي- أو "النوم في العسل".

أوووف!

مع عبور الشمس في بوابة (7)، نصل نقطة التحول. فالرحلة التي بدت رتيبة ستأخذنا نحو التعامل مع كل أنواع مخاوف البقاء والعافية، والتي تتضمن المعتقدات المتعلقة بالارتباط، والضغط لاختيار شريك الحياة.

نتعلم خلال هذا الموسم تفحص المعتقدات التي ورثناها من قبل حول: كيف نرتبط مع الآخر، ومالذي يربطنا بالآخر، وما هي أسس الارتباط، مستعدين لفعل ماذا من أجل تلك العلاقة، وما هي قرارات الذات المزيفة التي اتخذتها بهذا الخصوص (موضوع الارتباط لوقت آخر).

يفعل هذا الموسم بوابة 59 - الجنسانية والانتشار، في مركز العجز، وهي بوابة (الحتمية الجينية) للإنجاب (لا يحتاج الإنجاب وعيا أصلا)، ولهذا يندفع الكثيرون إلى الرضوخ لقرار الارتباط والإنجاب بشكل تلقائي. ويجب التذكير: الحتمية الجينية لا تهتم لحياتك. فالجينات تريد فقط التكاثر.

إذن، قبل قول "نعم" لتجربة جديدة في هذا الموسم، تذكري استخدام سلطتك الداخلية، كي لا تكرري نفس التجربة، سواء الخاصة بك أو بغيرك. وإن احتجت لاستشارة عن تأثير هذا العبور عليك، لا تترددي في حجز جلسة معي.

في الحرب والحب، لكل منكم سلطة داخلية تساعدكم على اتخاذ القرارات الصحيحة لكم، بعيدا عن ضغط الفكر أو ضغط الآخرين أو ضغط الحياة وبرنامجها. نحن هنا لنستفيد من هذا البرنامج، ونراقبه، ونتطور روحيا باستمرار.

نحن هنا لنستمتع بالرحلة. إذن خلال هذا الموسم، اقض وقتا في التعرف إلى مخاوفك ومواجهتها ليس للتخلص منها، فهي لن تذهب إلى أي مكان، كما أنها مصدر ذكائك وحدسك وبقائك. واستعدي لقول "نعم" لحب ذاتك أينما كنت.

ودعائي لكم دائما أن تتمكنوا من رؤية مدى جمالكم الحقيقي الكامن في ذاتكم.

Previous
Previous

هل يبدو الواقع سرياليا هذه الأيام؟

Next
Next

العقد القمرية من 19 تموز إلى 4 كانون الأول 2024